أبرز ما تناولته الصحف اليوم

عاجل

الفئة

shadow


كتبت النهار

لا يغيب اسم كبير المستشارين في البيت الابيض أموس هوكشتاين عن اجتماعات المسؤولين اللبنانيين ولقاءاتهم الديبلوماسية كلما جرى التطرق الى اوضاع الحدود في جنوب لبنان مع اسرائيل، والتوقف عند مسألة إقدام بنيامين نتنياهو على تنفيذ عدوان ضد لبنان بسبب الضربات التي يتلقاها من اكثر من جهة وأخطرها الخسائر البشرية والمادية التي يتكبدها جيشه في قطاع غزة.

وكلما جرت معاينة البلدات الحدودية في الجنوب وربط مصيرها بالمستوطنات في شمال اسرائيل، يعود الرئيسان نبيه بري ونجيب ميقاتي الى ما ناقشاه من أفكار مع هوكشتاين من تثبيت الهدوء والحدود بين الجهتين اللبنانية والاسرائيلية والدخول في المسائل والنقاط العالقة التي لا يمكن الدخول في "تشريحها" وتثبيتها قبل تطبيق وقف جدي لاطلاق النار في تلك المنطقة الممتدة على مساحة تزيد على مئة كيلومتر من نقطة الـ B1عند شاطئ رأس الناقورة الى تخوم مزارع شبعا المحتلة. ولم تقتصر نقاط النقاش التي طرحها هوكشتاين على مسمع الجهات اللبنانية التي تُجمع على القول ان مهمته لم تفشل رغم الصعوبات التي تعترض طريقه جراء حالة العناد التي تمارسها الحكومة الاسرائيلية المصغرة والانقسامات بين صفوفها حيث تتنازعها جملة من الخيارات، لكنها تلتقي كلها على ان اسرائيل تعيش اليوم خطرا حقيقيا لم تعرفه في سنوات سابقة. ويتمسك لبنان بـ"خريطة الطريق" التي طرحها هوكشتاين وجاءت على شكل مجموعة من الافكار، مع التشديد على انه لا يمكن الدخول في تفاصيلها إلا في اليوم التالي لوقف اطلاق النار في شكل نهائي.

واذا كان مفتاح الحرب الكبرى رهن قرار اسرائيل فان "حزب الله" يشكل الفريق الاول في البلد في تطبيق الخلاصات التي يمكن التوصل اليها على الحدود في موضوع القرار 1701، ولن يتساهل امام كل الطروحات التي تصل اليه من زاوية إبعاد عناصره العسكرية عن الحدود، في وقت لا يعلن تخليه عن القرار الاممي. ولذلك ينتظر الحزب وكل المعنيين في لبنان وقف الحرب الاسرائيلية على غزة اولا، مع اشارة مصادر لبنانية متابعة لحركة هوكشتاين الى ان واشنطن جادة في عدم اتساع مساحة المواجهات العسكرية في الجنوب بغضّ النظر عن موقفها الداعم لتل ابيب في حربها ضد حركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي" في غزة رغم كل الاخفاقات التي وقع فيها الجيش الاسرائيلي حيث تمثلت آخر خسائره الدموية في خان يونس.

ويبقى كل ما يدور في لبنان المفتوح على تطورات الداخل الفلسطيني محل متابعة عند الدوائر الديبلوماسية الاميركية المعنية التي لم تنقطع اتصالاتها مع مسؤولين لبنانيين. وفي المعلومات ان هوكشتاين لن يحضر قريبا الى بيروت وتل ابيب إلا اذا حصلت خروقات ايجابية تستدعي حضوره مجددا، مع توقع ان يلتقيه نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب في الايام المقبلة في اميركا.

وفي مقابل المؤيدين والمتحمسين لحركة هوكشتاين، ثمة من يعتقد ان مهمة الرجل ستتقلص مع الايام اذا طالت ايام الحرب في غزة وتأثيرها على الانتخابات الرئاسية الاميركية التي لا يبدو ان بشائر بداياتها تصب في مصلحة الديموقراطيين والرئيس جو بايدن. كما لا يصبّ هذا العامل السلبي في مصلحة هوكشتاين والدور الذي يؤديه على هذه البقعة الساخنة بين اسرائيل ولبنان. وثمة من يخفف هذا الحكم على هوكشتاين الذي يحظى بثقة كبيرة لدى بايدن، الامر الذي سيمكّنه من متابعة مهمته التي يخيم عليها لهيب نيران الحرب الاسرائيلية في غزة وجنوب لبنان. وتذهب شخصية متابعة للسياسة الاميركية في معرض تقديم رؤيتها التي لا تعجب الكثيرين في لبنان، ولا سيما من طرف الذين يرحبون بالوسيط الاميركي هوكشتاين، الى ان مهمته لن تتوقف، وهو لا يحظى بدعم البيت الابيض فحسب بل يملك قوة اخرى تضعه في موقع الوسيط ايضا بين بيروت وتل ابيب اللتين "تتفاوضان" ولو بطريقة غير مباشرة بعد التجربة التي نجح فيها هوكشتاين واتمامه الترسيم البحري ولو تحت علم الامم المتحدة.

لذا يمكن القول إن مهمته لم تنتهِ مع التعويل اللبناني على التوصل الى تهدئة جبهتي غزة والجنوب، وهذا ما تطرق اليه ميقاتي مع وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن في مؤتمر دافوس.

وفيما ينشغل اللبنانيون بتتبع أخبار المجموعة الخماسية وحركة سفراء بلدانها في بيروت، تثبت الوقائع على الارض، ولو اراد البعض عدم الاعتراف بهذا الامر، ان قرارات الحسم على مستوى البت بمصير الحدود مع اسرائيل الى انتخابات الرئاسة المعطلة تبقى في ايدي واشنطن اللاعب الاول في "الخماسية" تليها الرياض التي لا يمكن القفز فوق الموقع الذي تحتله في لبنان والمنطقة.

وفي خضم حلقات النار والاخطار التي تهدد المنطقة بمزيد من الحرائق، يستمر نتنياهو في مسلسل سياساته التي لم تعد محل قبول ولا ترحيب عند اكثر الدوائر الديبلوماسية الاميركية والغربية. ويصفه سفير اوروبي ناشط في بيروت بانه "سياسي متعطش للدماء من اجل الحفاظ على منصبه، وهو غير قادر على استرجاع الاسرى الاسرائيليين من حماس". لكل هذه الاسباب لا يزال كثيرون في لبنان يعوّلون على هوكشتاين ومهمته وفي مقدمهم بري وميقاتي تحت سقف عدم التفريط بالحقوق اللبنانية.

الناشر

Mirian Mina
Mirian Mina

shadow

أخبار ذات صلة